-->
Images Design tool

الكاتبة والفلوجر آية سمير محمد

مصرية تحلق في سماء غزة

 مصريةٌ تُحلق في سماء غزة



مصرية تحلق في سماء غزة
مصرية تحلق في سماء غزة


تخيلت أني أدور في طرقاتك.. 

كان صعب التخيل، فلم تلمس قدمي ترابك قط..

ولكن تخيلت.. 

ها أنا في طريق "#عمر -#المختار" ...أنا بأول الطريق رأيتُ شاباً يجلس تحت زيتونة ويبكي ويردد بصوت مرتجف ومعه مصحفه " (وَلَا تَحۡسَبَنَّ ٱلَّذِینَ قُتِلُوا۟ فِی سَبِیلِ ٱللَّهِ أَمۡوَ ٰ⁠تَۢاۚ بَلۡ أَحۡیَاۤءٌ عِندَ رَبِّهِمۡ یُرۡزَقُونَ)

[سورة آل عمران 169] انتهي من تلاوة هذه الآيات وإذا به يقول يارب ألحقني بأصحابي فأنا مشتاقٌ لجنتك ولأصحابي عاجلاً غير آجلاً يا الله ..

أنكرته .. ما هذا!!؟ يريد موته .. و لماذا ... وبهذه الرغبة ..وبهذا السن .!!

تركته وأكملت سيري 

رأيتُ منزلاً يُحاط به الزهور هادئ جذبني حتي أنني أقتربت منه بشدة ويا ليتني لم أفعل ....

سمعت أنين فتاة جالسة علي مصلاتها تبكي وتقول يارب تقبلهم عندك من الشهداء يارب قُتِلوا دفاعاً عني يارب ذالك الصهيوني أراد ما يغضبك وهؤلاء أنكروا ما يغضبك فقتلهم يارب أنا لم أراهم في حياتي قط ولكنهم دفعوا حياتهم حماية لي ولعرضي..

مكثتُ وقت حتي فهمت ما يصطدم بداخلها،أيعقل قدموا حياتهم من أجلها!

أيعقل أنها لم تراهم من قبل قط ...

قولت لنفسي هيّا لو مكثنا هنا أكثر من ذالك سيذهب عقلي ..

وأكملت معتقدة أنني ما رأيته غير واقع .مجرد خيال ...

قد يهمك
ابتسمت بمجرد رؤيتي لتلك السيدة العجوز ، قائلة أخيراً يا ربي وجدت منْ يبتسم !!!

عزمتُ أنْ اتحدث معها فالشخص الوحيد الذي رأيته يتسم منذ أن دخلت هذا الطريق ..

اقتربت منها ، شعرتْ أنني أقصدها إزداتْ بسمتها ورحبتْ بي، وضعت ما في يديها حتي تستطيع الترحيب بي ..

وضعت ما في يديها .. نعم كانت تحمل بروازاً لصورة شاب ينبعث النور من وجهه 

رحبتْ بي وجلسنا سوياً علي ذالك المعقد الخشبّي أمام بيتها 

تحدثنا في أشياءٍ كثيرةٍ .

وفجأة وجهت لي سؤالاً :أين روحي ؟؟ وقع السؤال عليَّ ك نوع من الاستخفاف .. كررته!!! ،أنا ما زلت صامته ...حتي وقعت عيناها علي ذالك البرواز في لحظتها فقط علمت أنها تقصد البرواز بالروح ...أخذته وقالت روحي الذي استشهد من خمسة أعوام في سبيل أن تحيا بلدتنا...

لملمت الباقي من عقلي بإبتسامة واستأذنتها بالرحيل بعد أن شكرتها ..

وعزمتُ أن أذهب من هذا الطريق بكل ما تبقي لي من قوة ،و بالفعل عرجعت في طريق آخر ..

كنتُ بعد غروب الشمس ،لا أحد بالبيوت أبداً. البيوت فارغة كأن ذالك الطريق لا حياة فيه ..

لم أندهش ....لم يعد يؤثر بي شئ ... سرتُ قائلة علي الأقل يبقي أفضل من ذالك الطريق الأول ....


ولكن فجأة رأيت بيتاً كأنه الفنار في وحشة المحيط ، غلبني فضولي لأعرف سبب حياة هذا البيت .اقتربت أكثر فأكثر إذا بشاب عشريني يبكي بحرقة و يتمتم (يارب أنت وحدك تعلم أني اطلبها جاهداً في سبيلك ، يارب بالشهادة أحب لي من روحي ..يارب أكتبني عندك من الشهداء .. فالأعمال عندك بالنوايا وانت تعلم نيتي ،يارب تعلم أن مايمنعني قول الرسول صلى الله عليه "بهما فجاهد"وأنا قابلت الجاهد ) شعرت أنه صعد بقلبه لسماء في كون آخر غير الذي نحن فيه..

أخرجتني من كون ذالك الشاب باقي الحضور هاتفاً أو قل مفتخراً (خلي الشهيد بدمه.... وألف تحية لأمه)

كم كانت إحتمالات لا تمت للواقع بشئ

نعم ...

 محمد 

وصور محمد 

لأنه الشهيد .. لا مغني ولا لاعب ولا مهرج ....

لم أعد قادرة علي التخيل أكثر من ذالك .. هربتْ مشاعري من قلبي وهرب العقل معها ..

يالله ما بال هؤلاء !!.. ياالله كيف يعيشون كل ذالك في يوم واحد !!..

 شاب يرجو الشهادة .

فتاة اُستشهد من أجلها شباب ..

أم تشتاق لشهيدها..

وحيد مُنعت منه الشهادة..

بلدة كاملة تحتفل بشهيد..


سامحيني يا غزة فاليوم سأقوم بمحو تلك النقطة التي علي غينك لتصبح عيناً مع كسرها .....


#اشتاق لأن تلمس قدمي #ترابك

بواسطة : رانا بنتُ عليّ

               ( مِسك)


اقرأ أيضًا: 

حفلة سيد الطرب الياس